- كنيسة مار يعقوب هي الكنيسة المساعدة لكنيسة دير المخلص الرعوية للآباء الفرنسيسكان في البلدة القديمة، ويشرف عليها كاهن الرعية مع رئيس دير (مار يعقوب). ويتواجد في دير مار يعقوب الرهبان الفرنسيسكان الذين يخدمون الأسرار في الكنيسة ورعاية المركز الرعوي في بيت حنينا.
- رأت حراسة الأراضي المقدسة من المناسب شراء أرض وبناء كنيسة لخدمة عائلات الرعية التي استقرت في المنطقة الشمالية من القدس الممتدة من مدخل منطقة البيرة، كفر عقب وأم الشرايط وقلنديا والرام وضاحية البريد وبير نبالا وبيت حنينا وشعفاط. وخاصةً أن القداديس كانت تقام في بداية الأمر في بيت المرحوم البير راحيل بوجود كاهن الرعية.
- أتى بناء الكنيسة بعد مدة من الزمن بين شراء الأرض ووضع التصاميم من قبل المهندس يوسف خوري للكنيسة والمركز الراعوي والحصول على إذن البناء (ونشوب حرب 1967 وتوقف البناء الذي أكمل فيما بعد).
- تم تدشين الكنيسة في 15 أذار سنة 1969 من قبل الرئيس العام للرهبان الفرنسيسكان في العالم حضرة الأب Costantino Koser وعرفاناً لغبطة البطريرك يعقوب بلتريتي أبلغ بأن الكنسية المساعدة الجديدة ستأخذ اسم القديس يعقوب الصغير أول أسقف للقدس شفيع غبطته.
القديس يعقوب (أخو الرب)

القديس يعقوب
- يقول القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل غلاطية: “ثم إني انطلقت الى اورشليم لازور بطرس فأقمت عنده خمسة عشر يوماُ، ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب” (انظر غلاطية 1:19).
من هو أخو الرب هذا؟
- هو القديس يعقوب بن كلاوبا ومريم لكلاوبا وهو أخ يهوذا تداوس الرسول وهما من الجليل وعلى الارجح انهما كانا يتعاطيان مهنة صيد الاسماك. ولم دُعي يعقوب بأخي الرب؟ بسبب القرابة الدموية التي كانت تربطه بالمسيح الرب. التقليد القديم يقول ان نريم كلاوبا من بنات عم العذراء مريم ام يسوع ومعروف ان في اللغة العبرية القديمة (مانت) تستعمل كلمة أخ ايضا للدلالة على ابن العم او ابن الخال او غيرهم من الاقرباء المقربين. أفلا يقول ابراهيم للوط مثلا – يا اخي – ومعروف ان لوط لم يكن أخاه بل ابن اخيه لإبراهيم (انظر التكوين 13 :8-9).
- ان الانجيل لا يذكر شيئا خاصا عن يعقوب اخ الرب وما يذكره عنه هو انه كان يتبع يسوع مع باقي الرسل مشاهداً معهم عجائب المعلم وسامعاً اقواله ومشاركاً اياه الحياة لمدة الثلاث سنوات التي قضاها الرب متنقلا من بلد الى آخر للتبشير بالملكوت السماوى. ان التاريخ يذكر عن يعقوب انه لما تفرق الرسل في جميع انحاء العالم لمهمة التبشير بالإنجيل بقي هو في اورشليم لإدارة شؤون الكنيسة الأم مكان بطرس وكأسقفها الاول.
- أدار القديس يعقوب شؤون الكنيسة في اورشليم مدة 30 سنة معطيا مثال القداسة الفائقة مكرما محترما من الجميع محسوبا كملاك ارضي أكثر منه من رجل عادي ولكن هذه الشهرة وما كان لها من تأثير في الجماهير وقوة اجتذابهم الى الدين الجديد جعل رؤساء الكهنة والفريسيين يترصدونه ويكيدون له المكائد كما صنعوا في المسيح الرب والقديس اسطفانوس وأخيرا قتلوه رجما حوالي سنة 63 بعد المسيح، والقوه من اعلى الهيكل الى أسفل.
- ينسب لهذا القديس والشهيد العظيم رسالة عرفت برسالة قد وجهها القديس الى أسباط اسرائيل الاثني عشر، وأسلوبها كله دليل على سمو اخلاق كاتبها وحبه العظيم لله وللبشر وحرصه على حفظ شريعة الله. ومن الجدير بالذكر انه في هذه الرسالة يُعلم بكل صراحة ان الايمان بلا اعمال باطل وغير مجد، وهذا تنبيه على جانب عظيم من الاهمية في وقتنا الحاضر، حيث يوجد من يفكر ان الايمان وحده يكفي للخلاص والذين يأملون الخلاص من المسيح دون ان يهتموا بجعل دعوتهم وانتخابهم ثابتين بالإعمال الصالحة. من الجدير بالذكر انه في هذه الرسالة الكبير الاهمية لكلام القديس الشديد على الأغنياء سارقي أجرة العمال: “ذَهبَكم وفِضَتُكم قد صَدِئا، وسيشهدُ الصَدَأُ علَيكم ويأكُلُ أجسادكم كأنّه نار. جَمَعتُم كُنوزاً في الأيّام الأخيرة. ها إِنّ الأُجرةَ حَرَمتموها العَمَلةِ الذينِ حَصَدوا حُقولَكم قدِ ارتَفَعَ صِياحُها، وإِنّ صٌراخَ الحَصّادينَ قد بَلَغَ الى أُذُنَي رَبّ القُوّات”(يعقوب 5: 3-5).
- واخيراً من المهم في رسالته هذه تشديد وتحرض القديس يعقوب أخو الرب للمؤمنين بقبول سر مسحة المرضى في ساعات الخطر: هل فيكم مريض؟ فليدع كهنة الكنيسة وليصلوا عليه ويمسحوه بالزيت باسم الرب. فان صلاة الايمان تخلص المريض والرب ينهضه طريقه. “. نقل جثمان القديس فيما بعد الى الكنيسة في روما في كنيسة القديس بطرس، حيث يرقد الان بجانب جثمان القديس فيلبس الرسول.